د.وسيم الحداد
عطوفة د.وسيم محمد يحيى الحداد
المدير العام

في ظلّ الرؤية الملكية السامية الهادفة إلى بناء اقتصاد وطني قوي ومستدام، وانسجاماً مع رؤية التحديث الاقتصادي التي تشكّل الإطار الشامل للنمو والتحول في الأردن، يواصل بنك تنمية المدن والقرى أداء رسالته كمؤسسة وطنية رائدة تُعنى بتمويل التنمية المحلية وتعزيز كفاءة الإدارة المالية للبلديات، بوصفه الذراع المالي والفني للحكومة في تحقيق التنمية الشاملة على امتداد محافظات المملكة.

وفي هذا الإطار، يعمل البنك ضمن أطر التحديث الاقتصادي والإداري، مع التركيز على تحفيز البلديات لتحسين أدائها المالي بما ينعكس على كفاءة الإقراض وإدارة الموارد. ويأتي ذلك تزامنًا مع تطبيق نظام التصنيف الائتماني كأداة فاعلة للشفافية وتقييم المخاطر، بما يعزّز قدرة البلديات على التخطيط والتنفيذ الفعّال للمشاريع التنموية.

وانسجامًا مع دوره كجهة تمويلية وطنية، يولي البنك اهتمامًا كبيرًا بإدارة المنح والقروض بدقة واحترافية لضمان الاستخدام الأمثل للموارد، ويقدّم مختلف أشكال الخبرات الفنية والاستشارية لدعم التخطيط المالي والإداري، بما يضمن جودة تنفيذ المشاريع التنموية وتحقيق أثر تنموي ملموس.

وفي سياق موازٍ، يشكّل تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص محورًا أساسيًا في استراتيجية البنك، من خلال توفير الخدمات المصرفية والتسهيلات الائتمانية للمشاريع المشتركة بين البلديات والقطاع الخاص. ويسهم هذا التوجّه في خلق بيئة استثمارية مستدامة، وتحفيز فرص العمل والنمو الاقتصادي المحلي، بما ينسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي الوطنية. كما يركّز البنك على دعم المشاريع المستدامة التي تعزز كفاءة الموارد، وتقلل الأثر البيئي، وتدعم تكافؤ الفرص، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وبناء مدن ومجتمعات أكثر مرونة واستدامة، في إطار الالتزام الراسخ بالنهج الوطني للتنمية.

وبالتوازي مع الجهود التمويلية والاستثمارية، يولي البنك أهمية خاصة للتحول الرقمي في جميع أعماله، لما له من دور محوري في تسهيل إدارة الموارد، وتحسين جودة الخدمات، وتعزيز الشفافية في العمليات. وقد أسهم هذا التحوّل في تمكين البلديات من تنفيذ مشاريعها التنموية بكفاءة أعلى واستدامة أكبر.

وانطلاقًا من دوره كمنصّة تمويلية وطنية، يولي البنك اهتمامًا خاصًا بصندوق تنمية المحافظات وصندوق المناخ الأخضر، باعتبارهما أدوات تنموية رئيسية تسهم في دعم المشاريع المستدامة وتحقيق أثر اقتصادي واجتماعي وبيئي في مختلف مناطق المملكة. ويأتي ذلك ضمن حرص البنك على تمكين البلديات وتوفير التمويل اللازم لتطوير مشاريعها بما يعزز الخدمات المقدّمة للمواطنين ويرفع مستوى التنمية المحلية.

وفي هذا الإطار، يشكّل التعاون مع صندوق المناخ الأخضر خطوة محورية تتيح فرصًا واسعة للتمويل الميسر للمشاريع المناخية ذات الأولوية الوطنية، سواء في مجالات التخفيف من الانبعاثات أو التكيّف مع آثار التغير المناخي. ويُمكّن اعتماد البنك كجهة وطنية من الاستفادة من منح وقروض مخصصة لمشاريع البنية التحتية الخضراء، مثل تحسين كفاءة الطاقة، وتعزيز إدارة النفايات الصلبة، وتطوير منظومات المياه المستدامة. كما يسهم هذا التعاون في دعم جهود المملكة للوفاء بالتزاماتها المناخية الدولية وتمكين البلديات من التحول نحو اقتصاد أكثر استدامة وقدرة على مواجهة التحديات البيئية

 

 

وإضافة إلى دوره المالي والتنموي، تشكّل الثقافة المؤسسية الإيجابية في بنك تنمية المدن والقرى جوهر عمله اليومي، إذ تسهم في تعزيز بيئة العمل، ورفع جودة الخدمات، وتحقيق رضا المواطنين، إلى جانب ترسيخ روح الفريق والعمل الجماعي داخل المؤسسة. فنحن في البنك أسرة واحدة، يعمل موظفونا وموظفاتنا بروح الالتزام والمسؤولية لتقديم أفضل ما لديهم لدعم البلديات، وتعزيز الاستثمارات المحلية، وتحقيق التنمية المستدامة التي تخدم وطننا الغالي.

سائلين الله أن يوفقنا جميعًا في خدمة الأردن تحت ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، حفظهما الله ورعاهما.